«هيومن رايتس ووتش» تبدي قلقها من استخدام روسيا لقنابل عنقودية متطورة في سوريا

الطائرات الروسية تقصف 63 هدفا خلال يوم واحد.. وأنظمة صواريخ النظام تتعرض لطائرات حربية تركية قرب الحدود

«هيومن رايتس ووتش» تبدي قلقها من استخدام روسيا لقنابل عنقودية متطورة في سوريا
TT

«هيومن رايتس ووتش» تبدي قلقها من استخدام روسيا لقنابل عنقودية متطورة في سوريا

«هيومن رايتس ووتش» تبدي قلقها من استخدام روسيا لقنابل عنقودية متطورة في سوريا

نقلت وكالة تاس الأخبارية، اليوم (الأحد)، عن وزارة الدفاع الروسية قولها أن سلاح الجو الروسي قصف 63 موقعا لـ"الارهابيين" في سوريا خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية.
كما نقلت وكالة "رويتر" للأنباء ان طائرات سورية وأنظمة صاروخية تعرضت لطائرات حربية تركية من طراز اف-16 قرب الحدود مع تركيا يوم أمس (السبت)
من جهتها، افادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم عن استخدام نوع جديد ومتطور من القنابل العنقودية الروسية للمرة الاولى في الحرب الدائرة في سوريا.
ونقلت المنظمة في بيان ان صورا وأشرطة فيديو تم تداولها على الانترنت تظهر استخدام قنابل عنقودية من طراز "سي بي بي اي" للمرة الاولى في سوريا في غارة استهدفت محيط بلدة كفر حلب التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة في ريف حلب الجنوبي الغربي في الرابع من شهر اكتوبر (تشرين الاول) الحالي، من دون ان تسفر عن وقوع إصابات.
وأبدت المنظمة قلقها من استخدام روسيا لتلك القنابل العنقودية ومن تزويد سلاح الجو السوري بها، من دون ان تحدد الجهة التي أطلقتها.
وقال نديم حوري نائب مدير المنظمة لشؤون الشرق الاوسط "من المقلق جدا استخدام نوع جديد من القنابل العنقودية في سوريا من شأنه ان يؤذي المدنيين خلال السنوات المقبلة".
وحث حوري روسيا وسوريا على الانضمام الى "الحظر الدولي" على استخدام القنابل العنقودية.
وتطلق تلك القنابل العنقودية عبر مظليات؛ وهي مصممة لتدمير عربات مدرعة عبر اطلاق كتل معدنية متفجرة بعد تحديد الاهداف بنظام رصد معين، وفق المنظمة.
وتحدثت "هيومن رايتس ووتش" عن "صور واشرطة فيديو تظهر تجدد اطلاق القنابل العنقودية من الجو فضلا عن استخدام صواريخ محملة بذخائر عنقودية كجزء من العملية السورية الروسية المشتركة في شمال سوريا".
وبحسب المنظمة، فان "الغارة في كفر حلب ترافقت مع مجموعة من الصور واشرطة الفيديو التي تظهر اعتداءات جوية وبرية بالقنابل العنقودية في محافظات حلب وحماة وادلب منذ بدء الحملة الجوية الروسية في سوريا في 30 سبتمبر (ايلول)".
واشارت المنظمة في بيانها الى ان "القوات الحكومية السورية بدأت برمي القنابل العنقودية من الجو في منتصف العام 2012 من ثم صواريخ محملة بها في قصف يعتقد انه مستمر"، لافتة الى ان تنظيم "داعش" المتطرف ايضا استخدم صواريخ محملة بالقنابل العنقودية في النصف الثاني من العام الماضي 2014.
ميدانيا حققت قوات النظام السوري يوم أمس تقدما في ريف حماة (وسط) الشمالي واللاذقية؛ وذلك في اطار العملية البرية الواسعة التي بدأتها منذ ايام، وبفضل غطاء جوي من الحليف الروسي الذي كثف غاراته في اليوم الحادي عشر لتدخله في سوريا، معلنا استهداف 55 هدفا خلال 24 ساعة.
وفي واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع الاميركية ان الولايات المتحدة وروسيا أحرزتا "تقدما" خلال محادثاتهما أمس الهادفة لتجنب حوادث بينهما في المجال الجوي السوري الذي اصبح مكتظا بحركة المقاتلات.
وقال الناطق باسم البنتاغون بيتر كوك في بيان، ان المحادثات "كانت مهنية وركزت على تطبيق اجراءات سلامة محددة"، مضيفا "لقد تم احراز تقدم خلال المحادثات ووافقت الولايات المتحدة على محادثات اخرى مع روسيا في المستقبل القريب".
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية هذه المباحثات ووصفتها في بيان بانها كانت "مهنية وبناءة".
وسيطر الجيش السوري السبت على قريتي ام حارتين وعطشان وتل سكيك في ريف حماة الشمالي.
وقال مصدر عسكري للنظام لوكالة الصحافة الفرنسية ان قواته "تسيطر على تل سكيك الاستراتيجي في ريف حماة الشمالي تحت تغطية ضربات سلاح الجو الروسي".
ومن شأن سيطرة قوات النظام على تل سكيك ان تفتح الطريق امامه الى خان شيخون جنوب محافظة ادلب (شمال غرب)، والتي تسيطر عليها فصائل متشددة منذ مايو (ايار) 2014 وتقع على الطريق الدولية بين دمشق وحلب.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان سيطرة قوات النظام على قرية عطشان في ريف حماة الشمالي وقرية أم حارتين الى الشرق منها اثر معارك عنيفة مع فصائل متشددة بينها جبهة النصرة.
وبحسب المرصد "تقدمت قوات النظام في منطقة كفر دلبة وسيطرت على نقاط فيها في الريف الشمالي الشرقي للاذقية"، مشيرا الى ان "الاشتباكات ترافقت خلال الساعات الماضية مع قصف مكثف للطائرات الحربية الروسية على عدة مناطق في ريفي اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي".
كذلك نقل المرصد مقتل "ستة مواطنين من عائلة واحدة، هم رجل وزوجته وابناهما وابنتهما إضافة لطفلهما، جراء قصف من الطيران المروحي (للنظام السوري) بالبراميل المتفجرة على مناطق في بلدة التمانعة في ريف ادلب الجنوبي".
وتزامنت الاشتباكات أمس مع اعلان موسكو ان طائراتها "ضربت 55 هدفا لتنظيم داعش في سوريا"، مشيرة الى انها دمرت ايضا 29 معسكرا لتدريب "الارهابيين" و23 موقعا دفاعيا ومركزي قيادة ومخزنا للذخيرة، على حد زعمها.
ووفق وزارة الدفاع الروسية، فان الغارات استهدفت محافظات دمشق وحلب وحماة وادلب والرقة (وسط).
وبدأ الجيش السوري قبل يومين، مدعوما للمرة الاولى بغطاء جوي من الطائرات الروسية، عملية برية واسعة في مناطق في وسط وشمال غربي البلاد لا وجود فيها لتنظيم داعش.
وفي ريف حلب الشمالي، شنت فصائل مقاتلة ليل الجمعة - السبت هجوما مضادا على تنظيم "داعش" لاستعادة بلدات خسرتها خلال اليومين الماضيين فيما تستمر الاشتباكات بين الطرفين في تلك المنطقة من شمال سوريا.
ونقل المرصد السوري السبت سيطرة التنظيم مجددا على بلدة تل سوسين التي كانت حركة احرار الشام استعادتها منه ليلا.
ودخل النزاع السوري المتشعب الاطراف منعطفا جديدا مع بدء روسيا شن ضربات جوية قالت انها تستهدف "المجموعات الارهابية"، في حين تعتبر دول غربية ان هدفها الفعلي دعم قوات النظام في ضوء الخسائر الميدانية التي منيت بها في الاشهر الاخيرة.
وظهرت اشكالية تأمين المجال الجوي السوري مع دخول روسيا عسكريا النزاع في سوريا في 30 سبتمبر الماضي، في حين تقود الولايات المتحدة تحالفا ينفذ غارات في سوريا منذ سبتمبر 2014 ضد المتطرفين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.